أعرب الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تعجبُّه من محاولة إبعاد د. عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عن مكتب الإرشاد، معتبرًا أن تحجيم دور الإصلاحيين وإبعادهم خلال هذه المرحلة "خيانة" للدعوة وللجماعة وللأمة كلها.
وتساءل القرضاوي قائلاً: "كيف يبعد العريان عن المكتب؟! وكيف يرفض؟! ولا يؤخذ برأي المرشد عندما يصرّ على تصعيده!!".
وردًا على سؤال عن محاولة إبعاد العناصر الإصلاحية وتحجيم دورهم داخل الجماعة، قال القرضاوى في تصريحات لصحيفة "الشروق" المصرية أمس: إنَّ إبعاد الإصلاحيين خيانة للدعوة والجماعة وللأمة كلها، فبخسارة هذه العناصر الإصلاحية القوية لن يبقى في الجماعة إلا "المتردية والنطيحة وما أكل السبع".
وأضاف القرضاوي- الذي يعدّ المرجعية الروحية لجماعة الإخوان المسلمين دون أن يكون له وضع تنظيمي بها- أن "عصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح من المرجُوِّين داخل الجماعة".
ورأى القرضاوي أن العريان هو الرجل الأول لهذه المرحلة، معددًا الأسباب والمؤهلات التي تجعله كذلك، وقال: "إنه أفقه الموجودين من الناحية الشرعية، حيث درس في كلية الشريعة وهو في السجن، وحصل على درجة عالية، وسياسيًا هو أفهمهم في السياسة، فكان متحدثًا باسم الجماعة ومحاورًا لها ولا يستطيع أحد التشكيك في هذا، من ناحية الابتلاء فهو أكثر من ابُتلى؛ حيث حُوكم وسجن أكثر من مرة، من ناحية القبول العام هو رجل مقبول فعندما رشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب في دائرته حاز أعلى الأصوات، كما أنَّه مقبول لدى الرأي العام المصري والعربي والإسلامي، مدللاً على ذلك بأنه انتخب منسقًا عامًا للمؤتمر القومي الإسلامي لمدة عامين بالإجماع.
وأضاف: "لو تَمّ استفتاء داخل مجتمع الإخوان سيحصل العريان على 99.5%، مستغربًا "لا أدرى بأي وجه يقف ضده هؤلاء ويعارضون رأى المرشد".
وأوصى القرضاوي بتصعيد الأقوياء والأمناء على مصلحة الجماعة والوطن، وذلك من باب خوفه وحرصه على مستقبل الجماعة وعلى كيانها، وتساءل بحسرة: "هل يجوز أن نبقى على العاجز؟.. هذه مصيبة، أرجو أن تستبدلهم الجماعة إن كان لها شيء من الحياة والوعي".
وتابع: "أعتقد أن الجماعة لابد أن تفيء لرشدها وتصحح هذا الخطأ وإلا ستكون مرفوضة من القاعدة الشعبية العامة".
وأكّد القرضاوى أنّ مرشد الإخوان مهدي عاكف غير راضٍ عما حدث، وقال: "أتمنى أن تعود الجماعة وتختار الأصوب وأظن أن العريان سينتصر في النهاية".
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مهدي عاكف مرشد الجماعة خلال مقابلة مع قناة "بى.بى.سى" الإخبارية مساء أمس الأول: "إنه فوجئ بهذه الأزمة التي تناقلتها الصحافة، وافتعلها الأمن والنظام اللذان حاولا تشويه صورة الجماعة بافتعال هذه الأزمة".
وأضاف: "هذا شيء طبيعي، فأخ كريم راقٍ كالدكتور عصام العريان جاء دوره في أن يُصعَّد لمكتب الإرشاد في انتخابات حصل فيها على 40%، وهذا كان رأيي، ولكن بعض الإخوان قالوا: "إن هذا يخالف اللائحة، وإن هناك انتخابات مقبلة بعد أسابيع، وكانت هذه هي وجهة نظرهم".
وشدّد على أنه ليس في الإخوان صراع على السلطة، مستشهدًا بنفسه الذي يحاول جاهدًا ترك سلطته، وقال: "إنَّ المسئولية في الإخوان أمر جلل وخطير لا يقوى عليها إلا أولو العزم من الرجال".