الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمعنى هذا الحديث ثابت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وليس بهذا اللفظ: "من كفَّر مسلماً فقد كفر"، لكنه جاء بألفاظ أخرى، مثل: "أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، أو يا عدو الله فقد حار عليه"، وفي لفظ: " فقد باء به أحدهما" البخاري (6103)، ومسلم (60)، وهذا عند أهل السنة من أحاديث الوعيد التي تمر كما جاءت، مع العلم بأن ما دون الشرك بالله والكفر الأكبر لا يخرج به الإنسان عن ملة الإسلام. وكل ما دون الشرك من الذنوب فإنه لا يوجب الخروج عن ملة الإسلام، ولا يوجب الخلود في النار يوم القيامة. وهذا الحديث من جنس:"سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" البخاري (48)، مسلم (64)، وقوله –عليه الصلاة والسلام-: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" البخاري (121)، مسلم (65) وما أشبه ذلك، فهذا مما يقول فيه أهل السنة كفر دون كفر، والله أعلم.