الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أعانك الله أختي الكريمة على حل مشكلتك وتربية أبنائك، ولكن لم تذكري في سؤالك هل مشاهدة زوجك للأفلام من فترة قريبة أم منذ زواجكما خاصةً وأنك قلت بأن لديكما ولداً في سن المراهقة، ثم ما هي الأفلام التي يشاهدها؟ لأن الأفلام وإن كانت لا تخلو من محرمات إلا أن بعضها أخف وأهون من بعض خاصةً إذا كنا نتكلم عن تأثيرها على المراهقين، ولكن سأجيبك بشكل عام عن كيفية التعامل مع الزوج مع وجود المحرمات من أفلام أو قنوات في المنزل.
1- المفترض أنك كزوجة ملتزمة قد بينت لزوجك قبل الزواج أو بعده مباشرة حكم هذه الأفلام وأنها محرمة وأنك لا تحبين وجودها في المنزل، طبعاً بالأسلوب المناسب، والأدب مع الزوج ووضوح دافع المحبة من قبل الزوجة.
2- في حال وقوع الزوج في أمر محرم داخل البيت أو إحضاره لشيء محرم لابد أن تقفي وقفة واضحة من هذا الأمر ولا تجاملي لأن الزوج أحياناً يقيس ردة فعل الزوجة بشيء بسيط فإذا رآها لم تحرك ساكناً تمادى في محرمات أخرى ولكن احرصي كما ذكرنا أن تكون ردة الفعل واضحة ومناسبة لطبيعة الزوج حتى لا تكون النتائج عكسية.
3- قد لا يتيسر لك إقناع الزوج بسهولة بإخراج الأفلام أو القنوات المحرمة من المنزل ولكن ابذلي كل الأسباب والطرق لتحجيم وتخفيف هذه المحرمات، مثلاً اشترطي عليه ألا يشاهدها بحضرة أبنائه بل في غرفته فقط، وهكذا.
4- حاولي أن تزاحمي هذا الحرام بما يشابهه من المباحات أو الأشياء النافعة، مثلاً احضري أشرطة نافعة ومسلية لأبنائك وزوجك لتزاحم الأفلام المحرمة، كذلك فإن القنوات الطيبة والإسلامية انتشرت ولله الحمد فمن المناسب جداً أن تدخليها للمنزل حتى تصرفي أبناءك عن ما يشاهده والدهم
5- لابد أن تجلسي جلسة مصارحة مع زوجك وتبيني له وجهة نظرك حتى يشاركك الهم حتى ولو لم يترك الأفلام ولكن كي يحمي أبناءه منها.
6- ابتهلي إلى الله بالدعاء وأكثري من التضرع له واسأليه أن يصلح لك زوجك وأبناءك فالله على كل شيء قدير وهو القائل "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة:186].
7- اعلمي أن ما تقومين به هو من أجل الأعمال وأحبها عند الله من حرصك على أبنائك وزوجك فلا تيأسي واجتهدي في الدعاء وبذل الأسباب والله سيعينك ويوفقك.