وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أدعو زوجك المعقود قرانك عليه إلى قراءة هذا الرد عليك أن ترسليه إليه عبر إيميله الخاص به، أو أن تنقلي إليه فحواه ومضمونه، أو من خلال الهاتف بينكما أو من النت، ولا أشجعك على الامتناع عنه مرة واحدة ولكن بالتدريج؛ حتى يتبين أمره لك من الوفاء بالوعد وأداء الحق أو لا....
* على مثل هذا الزوج أن يحمد الله مرات كثيرة أن منحه زوجة محبة طائعة تخاف على نفسها وتحب زوجها، وتخشى عليه من عقابي الدنيا والآخرة.
ردي إليك أولا ثم إلى زوجك ثانيا.
أما إليك فأقول أنت في نعمة كبيرة أن علمت منه هذا التقصير في حق ربه وحق نفسه أمام خالقه، فماذا سيقول له حينما يسأله أول ما يسأل عن الصلاة... ألم يعلم أن أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة هو الصلاة؟! فالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر، وإذا صلحت صلح باقي عمله وإذا فسدت فسد باقي عمله؟!! ألا يعلم كل هذا... وإذا كان فهل عن صغر سن وعدم تكليف، إذن كيف سيتزوج أم عن جهل، أم عن مرض من أمراض القلوب وهو عدم الخوف من الله.. ألا يستحق الله عز وجل وتنزه عن الاستحقاق من العباد أن نعبده لما يغزونا به من النعم؟! ألم يمن الله عليه بالصحة والزوجة الصالحة واليدين والرجلين والقلب والحياة، فهل يتصور أن يفقد إحدى هذه النعم؟ فماذا فاعل هو في هذه الحالة؟ بالتأكيد سيلجأ إلى الله ويتذكره حينها، ساعتها سيفرج الله همه ويكشف كربه ولن يرده، أليس مثل هذا الرب جدير بل وأحق أن يعبد؟ والعبادة هي الصلاة والذكر والدعاء والالتجاء وعدم الابتعاد عنه أو الغفلة عنه.
وباب الذكر هو الصلاة والدعاء.. وكيف يمكن لزوجك هذا أن يتصور أن الله سيظل يغزوه بالنعم دون شكر وحمد، والشكر هو الصلاة والطهارة، فمعنى أنه لا يصلي أو لا يحافظ على الصلاة أنه لا يهتم بطهارته، إذ لا يمكن أن يدخل في الصلاة دون طهارة ووضوء، والطهور كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم شطر الإيمان (حديث شريف). وعدم الحرص على الصلاة عدم حرص على الطهارة والنظافة الشخصية، ففكري جيداً في هذا الأمر وراعيه، والزوج كما تعلمين يحتاج إلى نظافة متكررة من جراء متطلبات الزواج، فهل ستتقبلين عدم اعتنائه بنظافته حتى يتهيأ للصلاة، اسمحي لي إذا كان لا يكترث للاهتمام بالصلاة لخالقه فهل سيهتم بنظافته ليس من أجل نفسه بل من أجلك أنت؟! لا أعتقد.. ولكن حاولي ولا تيأسي عسى أن يهديه الله على يديك، ويجعلك سببا في رشده، فإذا ارتأيت منه استجابة وحرصا على خالقه أولا ثم عليك ثانياً فواصلي المحاولة واجعلي شرط إكمال وإتمام العرس هو التزامه بالصلاة، وإلا فلا، دون تردد أو حزن عليه، حتى لا تندمي أنت، وتذكري أن زوج اليوم هو أب الغد، فكيف سيتخذه أبناؤكما قدوة له، فستكونين في هذه الحالة السبب في ضياع أسرة كاملة؛ لأنها لا تقوم على المقومات الدينية التي أمرنا بها المولى عز وجل.فالقرار بيدك وحدك، واستخيري الله في أمرك، واتفقا على مدة معينة ولتكن ثلاثة أشهر مثلا تابعيه خلالها ومدى التزامه بالصلاة من عدمه، ثم بعدها يمكنك أن تقرري ماذا أنت فاعلة معه ومع نفسك وبحياتك ومستقبلك، وهل هو بناء على النتائج الرجل الذي يمكنك الاعتماد عليه؟
* يا عزيزتي الزوجة الصغيرة، احمدي الله كثيراً أن علمت هذا منه قبل الزواج، حتى يمكنك اتخاذ القرار إما ببذل الجهد معه وحثه على الصلاة والالتزام قبل الزواج وبعده وطول العمر، وإما فراق ودون أدنى تألم أو حزن على فراق مثل هذا العشير. إلى هنا انتهت رسالتي إليك.
* وأواصل حديثي إلى خطيبك: تذكر يوما ترجع فيه إلى الله فماذا ستقول له؟
يقول المولى عز وجل في محكمه العزيز: "وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" [البقرة281].
وفى تفسير هذه الآية في الجلالين:
- (واتقوا يوما تُرجَعون) بالبناء للمفعول تردون، وللفاعل تسيرون (فيه إلى الله) هو يوم القيامة، (ثم توفى) فيه (كل نفس) جزاء (ما كسبت) عملت من خير وشر (وهم لا يظلمون) بنقص حسنة أو زيادة سيئة.
- وفي التفسير الميسر:
- ذروا -أيها الناس- يومًا ترجعون فيه إلى الله, وهو يوم القيامة, حيث تعرضون على الله ليحاسبكم, فيجازي كل واحد منكم بما عمل من خير أو شر دون أن يناله ظلم. وفي الآية إشارة إلى أن اجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية تكميل للإيمان وحقوقه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وعمل الصالحات.
هداك الله وثبت خطاك، وتقبل منك توبتك، ورجعتك إلى طريق الهدى.
والسلام على من اتبع السلام.