بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الزواج أخي الكريم مسؤولية، ولعلك أدركت هذا من أول يوم تزوجت فيه، وليست المسؤولية تكمن في توفير الطعام والشراب فقط، ولكنها في استيعاب الأهل وتوفير ما يلزم للأولاد، وإحسان التربية، فضلا عن توفير الطعام والشراب للجميع .
أما مسألة الحب فالقلوب ليست بيد البشر، بل هي بيد رب البشر، والبيوت أخي لا تبنى على الحب فقط، فهناك الرحمة، وهناك العشرة، فما يربط بين الزوجين ليس فقط الحب، ولكن أيضا الرحمة والتربية للأولاد، والسنوات التي تحملتها في تربيتهم ...
وعلى كل حال فالزواج الثاني يشترط فيه ما يلي :
1 - العدل في كل شيء، في المبيت والنفقة والكسوة والمسكن .
2 - اكتمال شروطه وأركانه، فلا يكون زواج سر، ولا يستكتم الشهود، ويدخل ضمنا رضا الزوجة الثانية، وعلمها بوجود زوجة أولى .
ومسألة عدم إخبارها سيتعارض أخي مع القسمة في المبيت، فكيف تتغلب عليها، وإن رفضت الزوجة الثانية أن تتنازل عن يومها فماذا تفعل؟
الصراحة وتحمل النتيجة من أول يوم مهم في هذه الأمور، فإن صارحتها ووافقت فبها ونعمت، وإن رفضت فقد أديت ما عليك، ولا حرج أن تتزوج الثانية مع رفض الأولى .
فعلى الأقل ستكون حياتك كلها واضحة، وأنت لم تطلب حراما، ولم تقدم على معصية، بل على أمر وجدت نفسك قادراً على العدل فيه.
وحكم زواج السر مختلف بين كراهته وحرمته، فالشافعية و الحنفية كرهوه، والمالكية والحنابلة جعلوه باطلا وأوجبوا فسخه.
وبالرغم من القول بالكراهة فيه إلا أن الضرر الواقع على الزوجة التي أغفلت عنها، أو التي تزوجتها –يرجح فالابتعاد عنه أولى.
وأنصحك أخي بأن تنظر للأمر من أكثر من زاوية: زاوية زوجتك وأولادك، وقدرتك على العدل، وحاول أن تقترب أكثر من زوجتك، وتنظر لها بعين أخرى ربما تجد من المعاني ما قد غفل عنك، وأراك فعلا حريصا على مشاعرها وتقدرها .
فإن لم تستطع فكن واضحا في أمورك، ولا تقدم على أمر في الخفاء، وأسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وأن يصلح أحوالنا جميعا وأحوال المسلمين.
والله تعالى أعلى وأعلم .