الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
أولاً: جزاكِ الله خيرًا على حرصك على رضا زوجك وربك .
ثانيًا: أرجو ألا تصبح الدورة الشهرية حجَّةً تُبَرِّرين بها انفعالك الزائد، وخاصة أنه من الواضح أنّ هذه الانفعال يحدث في أوقات أخرى، لكن وفي الوقت نفسه عليك أن تحدثي زوجك بهدوء عن الأوقات التي لا تكونين فيها على ما يرام، واطلبي منه برفق أن يساعدك على تخطيها .
ثالثًا: "لا تفتح فمك وأنت تَسْبَح، وكذلك لا تفتحه وأنت غاضب" مقولةٌ رائعة أحفظها وأهديها لكِ ولنفسي ولكلِّ سريعي الغضب لعلها تذكرنا بأن فتح الفم سواء أثناء السباحة أو الغضب قد يصل بنا إلى الغرق .
رابعًا: النار لا تطفئ النار، فإذا كان زوجك عصبيًا فعليك أن تدربي نفسك على التحلّي بمزيد من الهدوء حتى لا تتفاقم الأمور، وحتى تحافظي على صحتك النفسية والبدنية؛ إذ ثبت أن للانفعال الزائد آثاره السلبية الكبيرة على الصحة، ويمكنك أن تدربي نفسك على التحلي بمزيد من الهدوء كالآتي:
1- اتخذي قرارك بألا تبالغي في الغضب حفاظًا على صحتك وعلى بيتك وعلى علاقاتك بالآخرين طمعًا في الأجر من رب العالمين .
2- إذا شعرتِ أنك على وشك الغضب فحاولي تأجيل الحوار أو المناقشة قدر الإمكان، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
3- إذا وصلت إلى درجة الغضب فغيري وضْعَكِ من وقوفٍ إلى جلوس، ومن جلوس إلى اتِّكاء .
4- كونِي حريصةً عند انفعالك على عدم النطق بكلمة تندمين عليها .
5- إذا استطعتِ تَرْك المكان -بعد الاستئذان- فاتركيه، وحاولي تفريغ طاقتك في شيء آخر حتى لو حركة رياضية، وإذا استطعت الوضوء فهذا أفضل .
خامسًا: اعتذاركِ عن الخطأ شيء جميل ولا شكّ، لكن الأجلّ من هذا الذي عناه من قال: "ما قلتُ كلمةً منذ عشرين عامًا ثم اضطررت للاعتذار عنها" فمقاومة الوقوع في الخطأ أفضل ألف مرة وأحفظ لماء الوجه من الخطأ والالتجاء لمذلَّة الاعتذار، كما أنّ كثرة الاعتذار تفقده مع الوقت بعضًا من معناه، لذلك اجتهدي أن تكوني أكثر هدوءًا وصبرًا وتسامحًا، وسوف تصبح حياتك بذلك وبفضل الله أحلى وأروع .
سادسًا: إذا تيسَّر لك أن تطلبي من زوجك أن تتحاورا معًا عن حياتكما بما فيها من إيجابيات وسلبيات لزيادة الإيجابيات وتقليل السلبيات وتطرح أثناء هذه الجلسة قضية العصبية الزائدة من كليكما وكيفية علاجها فسيكون لذلك أثره الرائع على حياتكما وإذا لم يتيسَّر ذلك فابدئي أنت .
سابعًا: مجرد الجدال العادي مع زوجك لا شيء فيه بإذن الله، لكن علوّ الصوت مع التراشق بالألفاظ هو ما يُخْشى عليك منه .
وأخيرًا أسأل الله أن يجعلك وزوجك أكثر هدوءًا وطمأنينة وسكينة وسعادة.. اللهم آمين .