الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة..
بالنسبة إلى ما ذكرته أرى أن ما بك له عدة أوجه هي:
- ربما يكون هناك نوع من الفراغ بالنسبة لك، أو أنك مازلت تحلمين بالفارس الذي يجذب انتباهك من أول لمحة، وليس لديك هدف تعيشين له، وهذا غير طبيعي للفتاة المسلمة التي يجب أن يكون لها دور في هذا الكون..
- لا شك أن ما تقومين به لا يجوز شرعًا، كما أنك تعلمين من داخلك أن ما تفعلينه أنت غير مقبول عرفًا ونفسياً، فتتغير الحالة النفسية فتشعرين بالإحباط والاكتئاب
- (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) هذا هو الأساس في كل ما يمر به الإنسان المسلم، إنه الرضا الذي يجب أن يوطن المسلم نفسه عليه، بحيث تصير أقدار الله عز وجل أحب إليه من هوى نفسه، واعلمي -أختنا الفاضلة- أن من وطَّن نفسه على الرضا عاش في الدنيا حياة طيبة، ولم تعرف الهموم والأكدار إلى قلبه سبيلاً، كيف وقد رضي الله عنه ورضي هو عن الله؟ إن الله عز وجل يقول:
(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة..) وقد فسرها بعض السلف بأنها حياة الرضا والقناعة، ولعمر بن الخطاب كلمة مشهورة، وهي قاعدة ذهبية في طريقة التعامل مع المصائب: "ما من مصيبة إلا وأحمد الله عليها لأمور: أنها لم تكن في ديني، وأنها أهون من سابقتها، وأن لي الأجر فيها عند الله .."
- حددي مشكلتك، أين تكمن؟
* هل فيمن حولك: لا شأن لك بهم..
* هل في خيانة هذا الشخص أو تجاهله لك؟ هو ليس مرتبطًا بك أو زوجك حتى تعيشي في هذا الوهم، أو ترتكبي من أجله المعاصي..
* هل بك أنت؟ تغيري من الآن، وضعي لك هدفا تحيين من أجله..
* هل تشعرين بالظلم من أحد؟ اغفر لمن ظلمك حتى تشعرين بالراحة النفسية، والسعادة الدائمة، والسكون الجميل الداخلي.
* سيطرى على نفسك قبل أن تسيطر هي عليك
- إن كنت تبحثين عن الحب فليست هذه هي طرق الحب الذي تنشدينه، بل الحب الطاهر العفيف سيجيء إليك صاغراً تحت قدميك إن كان عن طريق الحلال، وما أمر به الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض "ويقول أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". قالوا: يا رسول الله، وإن كان وإن كان؟ قال: " نعم "
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيها الناس، اعقلوا عن ربكم، وتواضعوا بالعقل بما أمرتم به، وما نهيتم عنه، واعلموا أنه يحذركم عند ربكم، واعلموا أن العاقل من أطاع الله، وإن كان دميم المنظر، حقير الخطر، دني المنزلة، رث الهيئة، وإن الجاهل من عصى الله، وإن كان جميل المنظر، شريف المنزلة، حسن الهيئة، فصيحا نطوقا، والقردة، والخنازير أعقل عند الله ممن عصاه، ولا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياكم، فإنكم غدًا من الخاسرين".
أعقلي أمرك واستعيني بالله ييسر لك الأمور كلها بحوله وقوته.