السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الكريمة، حفظك الله وأسعد قلبك، قرأت رسالتك بتمعن وأدركت أن ذاتك تائهة حائرة، لذلك أقول أمر محبتك بهذا الشاب لا يستحق منك قلقاً بهذا الحجم، أولاً: أنت في مرحلة المراهقة تلك المرحلة التي تدور فيها أحلام الشباب بلا حدود، وسرعان ما تتبدل وتتغير مع مرور تلك السنوات، بالتأكيد أن حبك لهذا الشاب صادق، وقد يكون حبه لك صادقاً، لكن هذا العمر هو عمر البناء وتطوير الذات لإنشاء مستقبل قوي وصلب يرتكز عليه في كل الظروف سواء صعبة أم عادية، أنا أساند والدك الرأي أن عليك استكمال دراستك على الأقل للمرحلة الجامعية بعدها تستطيعين أن تكوني سيدة منزل كما تطمحين؛ لأنك وقتها تكونين قد نضجت انفعاليًّا واجتماعيًّا، وامتلكت واجبات ربة البيت بعقل ناضج متزن وأدركت حقوقك الزوجية.
كما أن الشاب ما زال في مقتبل العمر ويحتاج لمزيد من النضج الاجتماعي والمهني ليتمتع بمسؤوليات الزوج الوفي بواجباته، وهذا لن يحدث إلا بعد أن يسلك ميدان العمل والمهنة، ويكوِّن مستقبله المهني والاقتصادي، ووقتها يستطيع دق باب منزلك بقوة ليطلبك للزواج من أبيك، إذن مازال أمامه خمس أو ست سنوات على الأقل ليثبت نفسه وهي السنوات التي تنهين بها البكالوريوس والدراسة الجامعية.
شخصيتك ليس فيها أي تناقض وهي شخصية جيدة لكنها تحتاج للنضج الاجتماعي والشخصي وهذا تكتسبينه مع مرور السنوات القادمة، لا داعي لفتح الموضوع مع والدك لأنه يعارض مستقبل تفوقك ونضوجك، أنصحك بالتدرب على التحكم بالعواطف، مثلاً إن شعرت بالاشتياق لرؤية هذا الشاب امنعي نفسك تماماً من رؤيته وقتها، واشغلي نفسك بأشياء أخرى كالقراءة، مساعدة والدتك في البيت، أي شيء نافع مثمر ترغبين تنفيذه وبالتدريج تتدربين على التحكم في العواطف، ومستقبلاً اختيارك يصبح أفضل. كوني سعيدة بشخصيتك وأسرتك وتفوقك فهي ركائز هامة للنجاح في الحياة.
أتمنى لك التوفيق والنجاح.