الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت السائلة الكريمة:
مرحبا بك ونتمنى أن نفيدك، ونكون عند حسن ظنك، ونشكر لك ثقتك فينا.. وبعد.
عزيزتي، السرعة في الكلام هي أحد عيوب الكلام، فمشكلات التخاطب لدينا تقسم إلى ثلاثة أقسام كبرى منها: مشكلات الصوت، ومشكلات اللغة، ومشكلات الكلام والذي تقع مشكلتك فيه..
السرعة في الكلام -يا حبيبتي- لها عدة تفسيرات اسمحي لي أن أعرضها لك لنتحدث عن حالتك:
1- البديل الأول: أن يكون هناك عدة أفكار في عقلك تتنافس لتظهر، فترغبي في إخراجها واحدة تلو الأخرى، ولكن مع قوتها تظهر وكأنها مدفوعة منك دفعاً، وكأنك مضطرة لإخراجها فتخرج بسرعة كبيرة نتيجة لتنافسها.
2- البديل الثاني: لظهور هذه المشكلة هو عدم قدرتك على تنظيم التنفس أثناء الكلام مما يدفعك إلى دفعها في سرعة قوية، وبصورة غير منظمة.
3- البديل الثالث: هو أن يكون لديك خجل بدرجة ما يجعلك ترغبين في القول بسرعة لتتخلصي من نظرة الآخرين لك، فتقصري المدة التي يتابعك فيها الآخرون.. فتسعين للانتهاء بسرعة من عرض فكرتك، فتقوليها في أسرع طريقة (وأعتقد أن مشكلتك هنا).
4 - البديل الرابع: أن تكون طريقة متعلمة.. أي هي الطريقة المستخدمة في الأسرة، أو في المجموعة التي تعيشين معها.
فيبدو لي أنك شخصية ربما رقيقة وخجولة، وبالتالي ينطبق عليك البديل الثالث..
وللتعامل مع هذه الحالة عليك بما يلي:
* حاولي أن تنظمي نَفَسِك (التنفس) أثناء الكلام، فتأخذي نفساً (شهيقاً) تنظمي عن طريقه خروج الكلام، وتتوقفي لتأخذي غيره لتتحدثي به.
* حاولي أن تمدي نفسك بالثقة في الذات.. بأن تعرفي أن كل شخص لديه عيب، ولكن الفرق بين الأشخاص في سيطرتهم على عيوبهم.
* لا تنظري كثيرا في عين من تتحدثين له في البداية حتى تتحسن طريقتك، وتتملكي نوعا ما منها بالتدريج.
* لا تفكري كثيراً وتنظمي الحديث قبل أن تجلسي مع الناس، فهذا التجهيز على العكس مما يعتقد الناس يدمر القدرة على النطق؛ لأن الأفكار تتسارع مع بعضها.
جربي هذه الحلول وطمئنينا على أخبارك.