لم يكن لدى المسلمين منذ نشأة الإسلام الأولى وعبر قرون عديدة، أيُّ شكٍّ في كونهم "أمةً واحدة"، بل إن مثل هذا السؤال لم يكن ليُطرح أساسًا على العقل المسلم، رغم ما شهدته بلاد الإسلام من حروب ونزاعات، قامت خلالها دول واندرست أخرى، وتبادلت خلالها شعوب وأجناس عدة حملَ راية الإسلام، سواء من العرب أو المغول أو الأتراك، فهذا الاختلاف والتنوع لم يكن ليشغل المسلمين أو يثيرَ قلقهم، طالما أن شعلة دينهم مازالت متوهّجة، فالهمّ والاهتمام كان منصبًّا على "الأمة"، باعتبارها المنظومة الشاملة التي يعمل الجميع داخلَها، وهذه المنظومة نفسُها مسخرة لتحقيق هدف واحد، وهو حماية وحمل الرسالة الخاتمَة: الإسلام، فالأمة بخير طالما كانت محافظة وحافظة لرسالتها.
هذه "الأمة الواحدة" كانت عنوان وموضوع كتاب الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، المشرف العام
التفاصيل