الفهرس خزانة الاستشارات استشارات اجتماعية العلاقات الزوجية قبل الزواج اختيار الزوج أو الزوجة

إرسال إلى صديق طباعة أضف تعليق حفظ
العنوان

رهاب الخطوبة

المجيب
استشاري نفسي وتنمية بشرية وتطوير
التاريخ الثلاثاء 08 جمادى الأولى 1429 الموافق 13 مايو 2008
السؤال

أنا شاب متدين، أدرس الطب، والحمد لله يشهد لي الجميع بحسن الخلُق. رأيت فتاة معي في الكلية، وأعجبت بها إعجاباً شديداً، وتمنيت أن تكون زوجة لي، ولكن للأسف ظروفي صعبة جدًّا، وبدأت أنشغل عن الدراسة. فما الحل؟ وقد حاولت أن أصل لها عبر النت ففشلت. وأخشى أن أذهب لأكلمها فأكون قد أغضبت الله. فما الحل. وهل أنا منافق لأني ضعفت أمام هذه الفتنة أو الفتاة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في البدء هلم نخرج من تلك المهاترات الشيطانية، واتهام النفس بما ليس فيها لمجرد التعثر في التجاوب مع فطرتها المشروعة، فلا أنت منافق ولا ضعفت، ولا هي فتنة ولا اختبار، أنت متدين وتدرس في مستوى يؤهلك -إن تحققت بمهاراته- أن تكون صاحب عقلية ناضجة وشخصية سوية لا يكفي أن تعرف ما تريد، بل وتسلك الطريق السليم للوصول إليه فقط أخذت عليك أمراً مهماً أنك بدأت تطرق البيوت من المداخل الخلفية، عيب يا أخي هل نحن الذين نبدأ بيوتنا عن طريق النت؟! إن طريق الزواج له باب واحد لا ثاني له، ولا التواء عنه هو أبوها.. أراك تكاد يغشى عليك!!!!
نعم يا بني... نريد أن نعود إلى زمن الفرسان أن الفتاه يسعدها أن يواجه من يريدها الصعاب ليحصل عليها، ولكني أراك تتعثر من أول جولة، ذلك عندما قلت: (.. بدأت انشغل عن الدراسة) كيف وهي معركتك الأولى، فلا أظن فتاتك الفاضلة أو أباها سيرحبون بعريس فاشل؟ وأظن أن تقدير امتياز كفيل بالتغاضي عن كثير من ظروفك الصعبة، هذه معركتك الأولى، أما معركتك الثانية ففي أسرتك، عليك بالتدريج وبالحسنى والحكمة والموعظة الحسنة أن تقنعهم برغبتك في الارتباط من حيث المبدأ، فإذا أظهروا موافقة وعدم اعتراض شديد عليك أن تمهد باحتمال وجود من تليق بك وبهم، وتمهل وابدأ بالجانب اللين من العائلة، وأظنها أمك، فإذا كسبتها في صفك ستعينك على عبور هذه المعركة، وأعود فأؤكد أن تقدير امتياز كفيل باجتياز الكثير من الموانع والمتاريس، فإذا ربحت هذه المعركة عليك بالسؤال عنها، ومعرفة مكان سكنها ووظيفة والدها ومن تكون، ثم بمقارنة بسيطة ومبدئية ستتبين مدى التكافؤ بينكما، فإذا كانت غير مناسبة لك ماديا أو اجتماعيا فبقدر هذا النقص بقدر صعوبة إقناع أهلك، وأظن من خلال ما يمر علي من مشكلات أن هناك عقبات كثيرة تعوق مثل هذا الارتباط، وخاصة إذا كانت الفجوة واسعة، أما إذا كنت أنت غير كفء لها فإني أستعلي بفارس نبيل مثلك أن يضع نفسه في مثل هذا الموقف، عندها عد يا مؤمن عودة الشجعان الكرام، واطوِ حبك بين أضلعك ذكرى كريمة عفيفة تلح على الله بها في دعائك عند الضيق فهي من عملك الصالح، أما إذا كان ما ترجوه ورأيت أنكما متكافئان فهيا اشحذ قواك لتخوض أهم معاركك، حيث تلتقي بأبيها وتقنعه بنفسك، وقبل هذا لا بد أن تطمئن من موافقتها من حيث المبدأ، وذلك باستخدام الحيلة لا المواجهة الصريحة عن طريق إحدى الزميلات أو الأساتذة أو ما تفكر فيه من حيلة، وأرى أن تلك المعارك لابد أن تأخذ وقتها وتستوفي حقها فلا تتعجل، واجعل الزمن جزءاً من أسلحتك، فعامان قبل المصارحة يكفيان لإثبات ذاتك وتفوقك الدراسي، وقياس رغبتك هل هي عارضة أم حقيقية، أما إذا كنت مصراً على النت أو أن تكلمها وأنت لم تستوف حق هذا الكلام من الخطة السابقة بخطواتها وترتيبها ومدتها الزمنية، فأظن أنك لم تكن صريحاً من أول كلمة (أنك متدين) فما هو التدين غير الصبر على نداء الشيطان، وما هو التدين غير مراعاة الحرمات. أظهر يا أخي لله منك تقوى فحينها لن تغضبة، واجعل مراقبته سبيل خطواتك تنجو من النفاق، واصبر يا بطل تنجو من الفتن، والجأ إلى ذكر الله فهو الحصن الحصين، والدعاء فهو خير زاد على الطريق.

تعليقات الفيسبوك

الآراء المنشورة لاتعبر عن رأي موقع الإسلام اليوم أو القائمين عليه.
علما بأن الموقع ينتهج طريقة "المراجعة بعد النشر" فيما يخص تعليقات الفيسبوك ، ويمكن إزالتها في حال الإبلاغ عنها من قبل المستخدمين من هنا .
مساحة التعليق تتسع لمناقشة الأفكار في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
  • - الهجوم على أشخاص أو هيئات.
  • - يحتوي كلمة لا تليق.
  • - الخروج عن مناقشة فكرة المقال تحديداً.