بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
المراحل الانتقالية في حياة أيٍ منا تعتبر من أخطر الفترات من ناحية اتخاذ القرارات، فالمرء حينها لا يتمتع بالقدر المطلوب من الاتزان النفسي والوجداني، وتختلط عليه الكثير من الأمور، وقد يخطأ في تقدير الأولويات، ويتوهم ويبالغ في مشاعر ويهمل أخرى، فهي مرحلة ملبدة بالغيوم، ولا مناص من انتظار الشروق لتتضح الحقائق وتتلاشى الظلال.
حياكِ الله أختي الكريمة..
لعل من أحكام العدة، وحكمتها، ليس فقط استبراء الأرحام، فهذا يتم بحيضة واحدة، فعلام تطول المدة لثلاثة أشهر، وأربعة وعشر للمتوفى عنها زوجها؟
المشاعر الإنسانية مقدرة في شريعة الإسلام، والمواثيق الغليظة حين تنفك عراها فهذا ليس بالأمر الهين مهما كانت الرغبة في تحقيقه للحصول على قدر أكبر من الراحة والاستقرار لأحد أو كلا الطرفين بعد استحالة العيش الكريم بينهما، ومن هنا كان لا بد لهذه المشاعر أن تنتقل من مرحلة التعلق والذكريات، حلوة كانت أم مرة، إلى مساحة حدودية آمنة، لا يحسن مطلقاً في هذا الوقت أن يظهر كائنا من كان على مسرح الأحداث حتى يتم هذا الانتقال بسلاسة وهدوء دون أي مؤثرات خارجية من شانها أن تؤدي إلى الكثير من الفوضى والارتباك وبخاصة عند العطش الشديد، فينكب المرء على شرب الكثير من الماء مما قد يضر به، و ينصح بتناوله على مهل، فما بال المشاعر والقلوب.
لا يمكنني إطلاقاً المجازفة بتأييد الحكم على صحة مشاعرك في هذه المرحلة، فأنتِ متعطشة لكم من الحنان والرعاية والاحتواء، وبخاصة مع ظهور هذا الشخص الذي أحمد له هذا الموقف منكِ وحرصه عليكِ.
اصبري إلى حين انتهاء العدة، وأعيدي النظر مرات ومرات، فمن كان مناسباً للارتباط به في مرحلة من أعمارنا، قد لا يناسب بعد سنوات وتجارب و أطفال.
فكري جيداً وخذي وقتك الذي أتمنى أن يمتد لعام أيضاً بعد انتهاء العدة فلا داعي مطلقاً للعجلة، فإن استخرتِ واستشرتِ واجتهدتِ في البحث والسؤال عنه ودراسة شخصيته جيداً، ووجدتِ أنه الشخص المناسب للمرحلة القادمة من عمرك، فتوكلي على الله واقبلي به إن كان زواجه منكِ لن يسبب مشاكل تجاه بيته واستقراره، وأمر زوجته وعلمها بزواجه الثاني، والعدل بينكما، والقدرة النفسية والذهنية على إدارة بيتين مسئوليته هو وحده.. أسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير لكِ في دينك ودنياكِ وآخرتك. وواصلينا بأخبارك.