أمشي وكأنّي واحدةٌ غيري، مِرآتي لم تعُد تشبهني، صوتِي صارَ غريبًا، ضحكتي بلا صوت!.
حُنجرتي لها ترنيمة الغياب!
كنتُ أنظر للرحيل بتجلٍّ!!
كنتُ أهمس في أُذن الذكريات أنْ "رجوتكِ لا تؤذي قلبي".
أمشي لأنّي ما عدتُ أعرفني، منذُ غابَتْ مُهجة الروح عنّي!
صارَ هذا العيد بمثابة العزاء الذي لا يجمع إلّا أنا.. غُربتي، انكساري، بُكائي، صمتي واحتياجي!
صارت هيَ في الركن البعيد عني، بين أمسي والماضي الوئيد، بين أن أشتاقها وأرثي دمع عيني!
صارت خلف الذكريات مباشرةً.
صورتها تتوسط حائط السعادة تمامًا.
لمعة عينيها العسليتين، وجنتيها، حبّة الخال الـتي تعلو شفتيها، ابتسامتها اللذيذة، أراها الآن وربّ حنوّها أراها.
الآن..أستنشق دهن العود الذي يتزيَّن بها، وأحتضن وسادتي كلّما أهلَكَتْ قلبي تلك الرائحة.
الآن..أستمع لصوتها المعجون بالأمان.
الآن..أسمع تكبيراتها، دعواتها، تهليلها، وكلَّ آمين تعقب صادق الدعوات!
يا عيد ارأف بحال هذا القلب المكلوم الذي يبتهل بمجيئك، ولكنّه يتألّم!.
[عزائي لكلّ شيءٍ يسكن معي، ولكل شيءٍ يواسيني].
نَصّ العام الماضي يشعر بأنّه وليد اللحظة!
فكيف مرَّ عامٌ كامل؟!
وكيف يجيء العيد يا أمي؟!
العيد الثاني يا جنّة هذه الدنيا.
غفر اللهُ لكِ وأسكنكِ فسيح جنّاته.
شهدكِ
عيد الأضحى
٣١ أغسطس٢٠١٧